نهاية المطاف كتبت المستشارة الأسرية نهلة الضويحي

لو كان لي تساؤلًا في هذه الحياة لَظللت طيلة عُمري أسأل "كيف تتبّخر الوعود، وتتغيّر القلوب؟ كيف يهجر الناس أُناسًا كانوا أقرب إليهم من أنفسهم، كيف نَمُر بجانب مَن كُنّا نُشاركهم الطريق نفسه، والضحكات، الفوز والهزيمة، كأننا لَم نلتقي بهم يومًا؟

ما الذي تفعله بنا الحياة؟ولماذا في نهاية الكثير من الطُرق نُجبَر على أن تكون نهايتها نقيض ما نُريد؟"

في الواقع كُــنت أرغب في الحديث طويلاً دون توقف ولكنني في نهاية المطاف أدركت بأن لاشيء يستحق أن أتحدث عنه ، اخترت أن أصمت وأستمع إلى الموسيقى.

ثم أدركت!!

أن من لم يكن معك وقت العاصفة ، لن تحتاجه عندما تشرق الشمس ، ومن تعذر عن الحضور وقت الضيق لا يحق له مجاورتك حين الرخاء ، ومن أفلت يدك في تعاريج الطريق لا يصاحبك حين يستوي ..!!

فلنعامل على أساس الود بالود ، والصد بالصد ، وقلوبنا عزيزة لا تسير في طريق الذل ... من استغنى فنحن عنه أغنى ، ومن بقى فنحن له أبقى ، ومن كان لنا سكناً كنا له وطناً ... نحنُ لا نطرقُ الأبواب التي  أغلقت في وجوهنا ، و لا نطلب ممن استدار عنا أن يلتفت إلينا  ...

 نحن بسطاء نؤمن بـالعفوية والنقاء ، و لكننا أعزاء في نفوسنا مدركين لـمكانتنـا ، ومن استدار فلا عودة له ولا سلاماً ... نحن لا نفرض وجودنـا على أحد  ، ولن  ننقص بغياب أحد بإذن الله فلا نزيد بوجود أحد ، وننسى من نسى، ونسعد بمن بقى..!!

امضي في حياتك وأنت قويّ الإيمان ، واسع الثقة، كثير التأمل والحلم، كُن صاحب هدف وأمل، حاول واستمتع بالمحاولات ، وستبهرك النتائج ! واجعل أحلامك كحمام الحرم محرمٌ قتلها، وتجاهل كُل عابر يحاول هزم أمنياتك وتحطيمها .. وتذكر دائمًا أنك تستطيع ما دمت تُريد أن تحقق هدفا ساميا .

فالإنسان كالكأس يمتلئ ببطء من الأحداث التي تدور حوله . . والحكمة هي أن يعرف متى وكيف يفرغ بعضاً مما  في داخله أو ما تجرعه من نفس الكأس.

في نهاية المطاف

 

لكل من يريد أن ينجح ويسعد .. عليك أن تسعد من حولك كي تسعد، وساعدهم على النجاح تزداد نجاحاً وتقدماً .. فقيمة الحياة لا تقاس بعدد الأيام، أو مدى السعادة التي حققتها في حياتك وإنما إلى أي مدى أثرت تلك السعادة في حياة الآخرين.

مقالي الأخير _للعام 2022

القادم أجمل_لنرتقِ معا _  نهلة الضويحي