تشير معظم الاستنتاجات من القراءات و التحليلات السياسية والامنيه ، ان العالم قد دخل فعلا بطور الغرفة المعتمة ، وهى
الغرفة التى تمثل انسداد الافق السياسي بين نهج الولايات
المتحدة الامريكيه الذى يقوم على مركزية بيت القرار الاممي بمعنى الاحاديه القطبية والمعسكر المناوء الذى ينادى بالتعدديه القطبية الذى تتزعمه روسيا الاتحادية والصين الشعبية .
ولعل دخول الجميع بالغرفه المعتمه جاء بعدما ابتعدت مصالح الاطراف من امكانية التوافق من ارضيه معادلة ( رابح - رابح) التى كان يمكنها ان ترضى الجميع وتجعلهم يقتسمون مناطق النفوذ من دون الدخول فى شبح الغرفه المعتمه حيث كان يمكن للاطراف المتشابكه والمتداخله التفاهم على عناوين المفاصل الرئيسيه والاتفاق على مساحات النفوذ فى الجغرافيا الاستراتيجيه التى تسمح بتقسيم اماكن الثروات الطبيعية والتشارك بمصادر العلوم المعرفية الخاصة وايجاد ارضية عمل للتعاون البناء بمجال تطبيقات الذكاء الاصناعي وكذلك تحديد فضاءات الامن السيبراني والتفاهم على المسارات المداريه للصواريخ الاوربيتية وهى شبكات التعاطي التلقائي التى تدور حول الكرة الارضية.
وكما يندرج الامر كذلك على مسائل اخرى تطال عالم النانو تكنولجي وميزان الكيموترل ومقاييس التغير البيولوجي هذا
اضافة للاقرار بالنقطة المركزية الخاصة التى تحمل سمة المرجعيه السيادة على العمله النقديه / الافتراضية وهو الموضوع الذى باتت انعكاساته تشكل ازمة حقيقية بداخل الولايات المتحده وكذلك جوانب اخرى متممة تطال تامين المسارات البحرية للتجارة الدول.ية التى تريدها الولايات المتحده قطبيه بينما يريدها التيار الاخر تحمل صبغة التشاركية التعدديه .
وهى النقاط التى مازال يصعب التوافق عليها من قبل الاطراف المتشابكة لاسباب موضوعيه تشكلها قواعد الاشتباك المستخدمه واخرى ذاتيه تتمركز حول القوه الاستراتيجيه التى تشكل عنصر حماية مركزي لدول المتشابكه واخرى مركزية لها علاقه بميزان التقدم بالمسارات العلمية بكل مسارات العمل للصناعه المعرفيه والذكاء الاصطناعى التى اصبحت بتطور مستمر بكل لحظه فى ظل سرعة التطور العلمي الذى تشهده مسارات العلوم البحثيه بكل المجالات وهى المساله التى تشكل العصب الحامل للحرب الدائرة التى اخذت عنوان الصناعه المعرفية .
فالبحث العلمي الذى كان يستدعى انجازه سنوات عديدة اصبحت تظهر نتائجه فى ايام قليله والمعادله التى كان يستغرق حللها اجراء الكثير من التجارب من واقع الدخول بعمق الاستنتاج وجوانب المحيطه اصبحت تحل بلحظات .....وهو ما ادى لاشتعال حرب العلوم المعرفيه بين المراكز الرئيسيه لهذه الدول ضمن ارضيه تنافسيه تقوم على الصناعات الخفيفه المعقده فائقه السرعه وهو ما جعلها تبتعد عن الصناعات الثقيله التى كان يقف عليها الحال فى الحرب العالميه الكبرى التى بدأت بالاولى وظهرت نتائجها بالثانيه وانتهت باشتعال الحرب الباردة .
وما بين إئتلاف مركزية بيت القرار وتحالف التعددية القطبيه بدات حمى التجاذبات الامنيه والعسكرية بالتوسع واخذت الاشتباكات الاستخبارية بالتمدد الافقى عن طريق وجود تشكيلات مواجهه القباده المركزيه الامريكيه فى اوروبا وافريقيا والشرق الاوسط والشرق الاقصى واسيا الوسطى وامريكا اللاتنيه لتكون فى
مواجهة تنظيمات عسكريه اخرى بزعامه فاغنر الروسيه التى اخذت بالتوسع والانتشار العسكرى الامريكي على امتداد نقاط التماس الاستراتيجيه فى افريقيا واوربا .
وهو ما ادى الى تشكيل مجسات عسكرية باطوار استخباريه تنذر بانتقال حالة المشهد من (معارك محدودة الى حرب مفتوحة ) وهذا ما يمكن مشاهدتة من سرعة انتقال نقاط التماس من اوروبا حيث أوكرانيا الى القرن الافريقي حيث السودان واثيوبيا ومصر مع دخول افروكوم الامريكيه وفاغنر الروسيه فى نقطة اشتباك فى مجس عسكرى حول ذهب دارفور السوداني .
وهو ذات الحال الذى ينطبق على منطقه الشرق الاوسط حيث خطوط التماس "الاردنيه السورية" والتى يتوقع ان تشكل مسرحا للعمليات فى حال اندلاع حرب عالميه رابعه وكذلك الخاصره اليمنيه السعودية التى يرشح ان تكون عنوان للحدث القادم من اجل السيطره على بوابة البحر الاحمر الاستراتيجيه من مضيق باب المندب وهى جمل معرضه للانهيار فى اي لحظه وقد تدخل المنطقه دون انذار بحاله (حرب) لان القرار ليس بالقرار الذاتى لدولها بقدر ما ياتى من المحتوى الموضوعي .
و على الرغم من الجمل الاستدراكيه التى تقودها السعوديه لاحتواء الحاله اليمنيه والتى وصلت لحد بناء علاقات طبيعيه مع الجمهويه الايرانيه الا ان هذه الجمل التى جاءت اسناد صيني لم تقم على اساسات صلبه بقدر ما جاءت امنية من اجل ابعاد المنطقه البترولية عن شبح الدخول بالحرب العالميه الرابعه وهو ذات القياس الذى يسقط بظلاله على دول المشرق العربى حيث تعمل الاردن بنشاركه مصر لعودة النظام السوري للحاضنه العربية للحيوله دون انتقال الازمه للمشرق العربي كما تعمل الاردن بذات السياق بمحاولاته عدم اسقاط ظلال هذه الحرب على المشهد الفلسطيني الاسرائيلي.
الا ان هذه المحاولات تبقى محدودة التاثير وهى معرضة للانهيار فى اي لحظه فى حال اصبحت درجة الاصطفاف حادة وليست منفرجه كما هى عليه الان ، وامتدت درجة الاشتعال على امتداد نقاط التماس الامنيه والعسكريه وهو ما يمكن مشاهده عن قرب بالواقع الاسرائيلي الفلسطيني الذى تمزقت ديموغرافيه السياسيه واصبحت منقسمه بين اتجاهين احداهما يقوده (سموتريتش وبن غفير مع التيار التوراتي والحرديم وهو التيار الاقرب لروسيا ) والاخر يقوده الجيش الاسرائيلي بعلمانيه الذى اخذ يشكل عنوان للمعارضه الاسرائيليه وهو الاقرب لامريكا...
والحال ذاته ينطبق على الواقع الفلسطيني الذى اخذت عناوين السلطه فيه تتجه تجاه الولايات المتحده بينما تقوم حركة الجهاد الاسلامى وما التف حولها من احزاب فلسطينيه بالتوقيع على اتفاقيات للدفاع المشترك مع ايران وحزب الله والنظام السورى وهو تطور جعل من غزه تتعرض للقصف بهدف اغتيال بعض القيادات الامنيه الفلسطينيه وعودة الاحتلال اليها الامر الذى جعلها مرشحه لاشعال المنطقه فى حال اتخذ قرار باجتياح غزه مع حصول نتنياهو على اذن الدخول اليها فى حال لم تقم حماس بالسيطرة الامنيه على حاله المشهد بغزه وهى ما يجعل غزه ميدان للتفاوض بين جهاز الامن الاسرائيلي الشاباك وحماس واما فى حال عدم الوصول لاستخلاص وقرر نتنياهو الهروب من ازمته الداخليه باجتياح غزه ويدخل باشتباك مع ايران من الخاصره الغزيه فان ذلك سبكون تبعات عميقه ..
وذلك لما تشكله غزه من اهميه عن مصر كما عند تركيا وايران وهو ما ينذر من توسيع مساحات الحرب الرابعه عبر غزه لاسباب لها علاقه بالعلاقات التركيه مع حماس والعلاقات الايرانيه مع الجهاد الاسلامي ولما تشكله غزه من عمف استراتيجي لمصر بعد ان فقدت عمقها فى حوض النيل الامر الذى يجعل من غزه نقطة تماس حقيقيه للحرب العالميه الرابعه ..