مهرجان جرش: رمز الهوية الوطنية وتأكيد الدعم لأشقائنا في غزة

بدران محمد بدران

في ظل التحديات الراهنة والأصوات المتزايدة التي تحاول زعزعة استقرارنا الوطني وتشويه صورة دولتنا، يأتي مهرجان جرش كرمز لهويتنا الوطنية والتزامنا العميق بدعم أشقائنا في غزة. هذا المهرجان الذي انطلق قبل أكثر من أربعة عقود، يعكس تراثنا الحضاري وهويتنا الثقافية التي تنفتح على العروبة والإنسانية.

إن دعمنا لغزة ليس مجرد شعار، بل هو جزء لا يتجزأ من هويتنا العربية والإسلامية. الأردنيون، منذ القدم، كانوا وما زالوا يقفون بجانب أشقائهم الفلسطينيين في كافة الأوقات. المهرجان يشكل منصة للتضامن مع غزة بطرق مختلفة، سواء من خلال الفعاليات الثقافية والفنية التي تبرز مواهب من غزة، أو من خلال جمع التبرعات والمساعدات لأهلنا هناك.

الأردنيون، بلا استثناء، كانوا دائماً عموداً خيمت به قضية فلسطين، وهم يدركون أن الوقوف إلى جانب غزة هو واجب وطني وأخلاقي. إن حضور فعاليات مهرجان جرش هو بحد ذاته رسالة تضامن قوية مع غزة، حيث يمكن للمشاركين الاستماع إلى فرق موسيقية قادمة من غزة، والمشاركة في أنشطة تهدف إلى جمع التبرعات لدعم أهلنا هناك. المهرجان يعبر عن عمق التزامنا بالقضية الفلسطينية، ويعزز الوعي بمعاناة الفلسطينيين وصمودهم المستمر.

مهرجان جرش، في دورته الـ38، هو احتفال بالهوية الوطنية الأردنية التي تنفتح على العروبة والإنسانية. يحتفل الأردنيون بتاريخهم وإنجازاتهم، ويرحبون بأشقائهم من البلدان العربية. هذه الفعاليات الثقافية والفنية ليست مجرد ترفيه، بل هي تعبير عن وحدة الصف العربي والتضامن مع القضايا العربية المشتركة.

نحن ندرك أن المزاج العام قد يكون مضطرباً في ظل الظروف الصعبة، ولكن هذا لا يعني أن نوقف حياتنا أو نتخلى عن قيمنا ومبادئنا. الحياة تستمر رغم الصعوبات، والانتصار يكمن في قدرتنا على الصمود والبناء والتقدم. لا يمكن أن نستسلم لمن يحاولون استغلال المزايدات والهجمات لفرض أجنداتهم الخاصة علينا.

في النهاية، إن مهرجان جرش ليس مجرد فعالية ثقافية، بل هو جزء من مسيرتنا الوطنية ومنبر للتعبير عن وحدتنا الوطنية والعربية. النقاش حول هذا المهرجان يجب أن يكون للأردنيين الحريصين على مصلحة وطنهم، وليس لأولئك الذين يبحثون عن الفرصة للهجوم والتحريض. دعونا نرفع رؤوسنا بفخر ونحتفل بثقافتنا وهويتنا الوطنية، وندعم أشقائنا في غزة وفلسطين بكل ما نملك من قوة وإيمان.