رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

مسرح كورونا .. بقلم منصور البدادوة

مسرح كورونا .. بقلم منصور البدادوة
جوهرة العرب - منصور البدادوة 

منذ ظهور فيروس كورونا في كانون الاول 2019 في الصين وتحديداً في (ووهان) بدأت الصين في صراع مع الزمن من أجل احتواء تفشي الفيروس في البلاد  وكأنها على علم مسبقاً بظهور هذا الفيروس الفتاك، فذهب البعض إلى اتهام الصين بهندسة الفيروس بأحدى محتبراتها البيولوجية، والبعض الاخر اتهم الخفافيش بنقل الفيروس إلى البشر من خلال سوق الحيوانات في مدينة ووهان اي ان منشأ الفيروس طبيعي 100٪،وايضا قيل انه غاز...... و  فترضوا البعض  انه سلاح بيولوجيا.... الخ.
لكن التساؤل المطروح لماذا كل هذه الضجة بالرغم ان   العالم تعرض لموجات عديدة من الفيروسات والتي أتت تباعاً خلال الفترات الماضية فأرهبت العالم لكننا لم نسمع عن تكهنات ولا فرضيات ولا اتهامات لدول التي تم تسجيل فيها اول حالة إصابة بهذه الفيروسات باستثناء ( كورونا المستجد المنتشر الان) الذي يقف شاهدا على حرباً اعلامية (كورونية) بين أميركا والصين. 
دعونا نستذكر اهم هذه الفاشيات التي ظهرت خلال  الفترات الماضية والتي لم يحرك العالم لها ساكناً بالرغم من أن منظمة الصحة العالمية اعتبرتها اوبئة. 
انفلونزا الخنازير والذي عُرف (H1N1) ظهر في المكسيك في نهاية الربع الأول من عام 2009 فتم تصنيفه من قبل منظمة الصحة العالمية  كوباء عالمي، علماً انها أعلنت انتهاء الوباء في 2010.
أيبولا ( القديم الحديث) فهو أفريقي المنشأ بامتياز فقد ظهر في دول غرب أفريقيا على وجه الخصوص في عام 1976 ومازال لغاية لأن. 
سارس ظهر في الصين في تشرين الثاني 2002، وسجلت اول أصابه بهذا الفيروس في 2003.
أنفلونزا الطيور ( (H5N1حيث ظهرت اول إصابة في فيتنام عام 2003. 
ميرس وقد عُرف باسم ( متلازمة الشرق الأوسط التنفسية)، حيث ظهرت اول إصابة بهذا الفيروس في السعودية عام 2012. 
كورونا المستجد COVID-19)) ظهر في كانون الاول 2019 في الصين ومازال يرعب العالم لغاية الان. 
وبناءً على ما ورد من فاشيات نجد ان الفيروس المسبب لوباء ايبولا يختلف تماماً بالنسبة لطرق العدوى عن COVID-19  لكن نجد الاخير يتشابه بشكل كبير في طرق العدوى والأعراض مع السارس وميرس، وذلك لان جميع هذه الفيروسات تنتمي لنفس عائلة (كورونا)، لكن ما حقيقة ان السارس وميرس تم احتوائهما ولم يحدث ضجة اعلامية حولهما كما هو الأن بالرغم ان العلماء حذروا بعد انتهاء وباء سارس في الصين من ظهور جائحة فلم يحرك العالم ساكنا، فظهر ميرس وأيضاً استمر الصمت العالمي  رغم التحذيرات بأن هناك خطر قادم من ظهور وباء، في حقيقة الأمر أن السارس وميرس سرعة انتشارهما اقل من COVID-19 الذي ينتشر بوتيرة عالية جدا وهذا يزيد الشكوك بأن الفيروس قد طور في مختبرات ووهان بالفعل واصرار الصين على عدم فتح المختبر أمام الخبراء للتأكد من عدم تسرب الفيروس منه وعدم كشف الصين عن معلومات او ايضاحات عن الفيروس يزيد (الطين بله). 
لقد أشرت في مقال سابق عن ( فرضية المؤامرة) والتي تتجه أميركا لإثباتها على الصين على ضوء مناكفات و انتقادات سابقة بين الصين وامريكا وعدم رضا الجانب الصيني عن إدارة أميركا ودبلوماسيتها الخارجية اتجاه كثير من الأحداث السياسية وحتى الاقتصادية منها، ولربما أميركا الرأسمالية أصبحت تدرك مدى خطورة توسع الاشتراكية لهذا السبب فرضية المؤامرة قائمة بين الجانبين. 
ومن الجدير بذكر، عندما نتحدث عن COVID-19  وقصوة سطوته على العالم وضجته الاعلامية الهائل لابد أن نقف عند (الانفلونزا الموسمية) فهي أشد فتكا بالبشرية كل عام حسب ما أوضحت منظمة الصحة العالمية فهناك ثلاثة أنماط من الأنفلونزا الموسمية هي A/B/C وأشار المصدر ان النمطينA/B    لهما أنماط فرعية وبتالي تسبب الفاشيات والاوبئة. وأضافت بأن معدل الوفيات بهذة الاوبئة ( الانفلونزا الموسمية بعدة انماطها) يتراوح بين 250.000 الي 500.000 سنوياً وبين 3  إلى 5 ملايين انسان يصابون إصابات شديدة. 
ففي هذا السياق أشير إلى ما أشار الية مركز السيطرة على الأمراض  في أميركا حيث قدر عدد الاصابات بالإنفلونزا 56 مليوناً وعدد الوفيات ما لا يقل عن 24 الفا،  وكان هذا بالفترة الواقعة بين 1 أكتوبر 2019 حتى 4 أبريل 2020 ، وأيضاً كان هناك ما بين410 الف إلى 740 الف حالة تتطلب دخول المستشفى هذا في أميركا فقط والتي تعتبر من الدول المتقدمة في الرعاية الصحية. 
ما أود الإشارة الية في هذا المقال اذا ما اخفق العالم في إيجاد لقاح لفيروس كورونا (COVID-19)   قبل موسم الشتاء والذي عادة ما ينشط به الفيروسات بكل أنماطها المختلفة والتي تسبب الإنفلونزا سيكون العالم على موعد مع موجة صراع ثانية شديدة المراس مع الفيروسيين. 
بالرغم من أن العالم  بدأ بالحديث المبكر عن الموجة الثانية لفيروس (وهنا أود أن أشير إلى أن مراحل انتشار الوباء تختلف عن ظهور موجات للوباء) وذلك لان الكثير من الدول ما زالت تترنح تحت وطأة الموجة الأولى ولربما ما دفعهم للحديث المبكر عن ذلك هو أن الكثير من الدول بدأت بتخفيف إجراءات الحظر والسماح بفتح بعض القطاعات خوفا من شبح الانهيار الاقتصادي هذا من ناحية، ومن الناحية الأخرى حدوث طفرة جينية للفايروس كون ان هذا الفيروس غير معروف السلوك، الا انني أرى الموجة الاعنف ستكون بحلول أكتوبر القادم مع دخول موسم الانفلونزا الموسمية لذلك اوصي ( الجهات المختصة في بلدنا الحبيب) ان يكون هناك خطة استراتيجية محكمة للحد من الإصابة بالأنفلونزا الموسمية وذلك من خلال توفير مطعوم الانفلونزا الموسمية بأسعار مناسبة للجميع او عمل فرق لإجراء ما يلزم لضمان وصول المطعم لأكبر عدد من المواطنين بالرغم ان المطعم غير فعال ضد فيروس كورونا لكن تفادياً لاجتماع الفيروسين في الجسد لأنهما حتماً سيشكلان خطراً على حياة المصاب لا قدر اللة.  
اما نحن في الأردن الحبيب اثبتنا للعالم اننا أنموذج يحتذى به في التعامل مع هذه الجائحة، بفضل لله  ومن ثم بالتوجيهات ملكية السامية التي كانت ومازالت  تؤتي أكلها وفي الاتجاه الصحيح لاحتواء الوباء وذلك بعد تسجيل خمسة اصفار متتالية (لا اصابت داخل المملكة) ، فحزمت الإجراءات التي نفذتها الحكومة في جمع القطاعات و بمساندة الجيش العربي والاجهزة الأمنية  ووعي المواطن الأردني الحر باستثناء بعض التجاوزات المحدودة، اوصلتنا وبحمد الله إلى ما نحن به الان من انحسار الفيروس، وذا ما أردنا الحفاظ على ما نحن علية الان وجب علينا كمواطنين ان نعمق مفهوم المواطنة الصالحة بالانتماء الحقيقي والالتزام بالتباعد الاجتماعي و بإجراء السلامة العامة. 
كلنا نثمن ونقدر الجهود التي قامت ومازالت تقوم بها الحكومة في محاربة كورونا، لكننا ندعوا الحكومة ان تتعامل بحزم بعد قرار السماح لعودة من هم في الخارج وخاصة أبناءنا الطلبة ، والتي جاءت بتوجيهات ملكية السامية، فعلى الحكومة الاخذ بعين الاعتبار إعادة النظر بمدة الحجر الصحي للعائدين من الخارج اي بدل 14 يوم تصبح 28 يوم ( تتحمل الحكومة جزء من التكلفة المالية للحجر) وذلك لان هذا الفيروس غريب السلوك ولربما تظهر اعراض حسب ما تم الإشارة الية سابقا بعد 14 يوم، وايضا مهما كانت ضمانات الحجر المنزلي ربما لا تكون فعالة عند البعض ولنا في هذا الشأن تجارب سابقة، وبالتالي سنعود إلى نقطة البداية لا قدر اللة.
"كورونا" بإذن اللة سينتهي وتنتهي مسرحيته التراجيدية متعددة الفصول شأنا ام أبينا سوف يكون لنا مشهد في إحدى فصولها فنحن سوف نكتب المشهد....... 
حمى اللة صحتكم، وأدام علينا الرخاء، وحفظ لنا قائدنا