لا يزال سوق الخضار والفاكهة المحاذي لسبيل الحوريات له عند سكان عمان مكانة فهو من الأسواق القديمة في المنطقة يحافظ على وجوده ونكهته ونشاطاته التجارية. وهو ذاكرة أهل عمان وزواها كنت تشتم منه رائحة البرتقال الريحاوي وجرزات النعنع وسجع البائعين وبائع الموزابو نملة ورائحة خبز التنور ومعامل الراحة بكافة أنواعها وحتى رائحة صناعة الملبس على لوز وتلك التي تبهج النفس برائحتها تلكم المحبوبة وهي تتحمص فتنثر في الجو رائحة زكية " القهوة " وفي الجهة المقابلة تشتم رائحة الكنافة النابلسية من محلات حبيبة وكذلك رائحة تحميص البزر تخرج كديمة حب تعانق الأنوف برائحتها الزكية هي ورائحة الزعتر البلدي ويشدك ألوان من حبات الفيصلية وهي تعبق برائحة زكية تعطر الأجواء . فرغم مرور أكثر من عشرات السنين على نشأته وانتشار أسواق مماثلة له، يظل الوجهة المفضلة للكثير من المواطنين لاسيما في الفترة الصباحية. يعتبره الناس صورة لزمن جميل ونكهة لمكان . ويرتبط السوق بالذاكرة الجماعية لسكان عمان الذين يقصدونه اليوم، خاصة في الفترة الصباحية، بحثا عن السمك وبعض المعروضات من خضار وفواكه وحلوى ناشفة وبائع كعك مسسم ينادي كعك وبيض يا كريم ورائحة فلافل تقلى وخبز يخرج للشمس مبتسما وغيرها في محيط السوق، هذا السوق له جاذبيته ونكهته لاسيما في المواسم أعياد كانت أم مواسم الفاكهة والخضروات خاصة تلك التي تدخل المونة في مكنوناتها ، وكان هذا السوق قديماً الوجهة المفضلة والمناسبة لبعض الفلاحين لعرض وبيع بعض من منتوجاتهم الموسمية من خضر وفواكه.قادمون من تعب أرض ورضا غامر هذا وقد نقلت تلك الصورة الجميلة لسوق الخضار والفاكهة الفنانة صدوف سليم بوضع لمساتها العمانية على عدة لوحات فنية جسدت جمال وسط البلد ورونق تلك الأمكنة وحنونها لزمن جميل تزهو به عاصمتنا الحبيبة عمان .